صاحب القلب الطفولي

كالعادة أتى الليل مسرعاً

وجاء معه السهر والقلق

وبلوعة ينظر الأب لولده

وهو يقود سيارته مسرعاً نحو المشفى ويضع لفافة التبغ بفمه

نعم ....... نعم ........... نعم

ما زال قلبه ينبض

يصرخ الأب بصوت عال

أيها الجرّاح أين مبضعك الذهبي

دقات قلبه تكاد تقول إنها الساعات الأخيرة

إنه يصارع هل سينتصر على قلبه الطفولي

بدأت ساعة الصفر دخل صاحب القلب الضعيف الغرفة الزجاجية

إنها الساعة الثالثة صباحاً

يطل الأب ونبض قلبه فداء لقلب ولده

ذهاباً وإياباً يسترق النظر إلى الغرفة الزجاجية

أحدهم قادم ....... إنها مسرعة

تصرخ ... تبكي ...... وفجأة تسقط على الأرض

غابت عن الوعي هناك شاب ينتفض حين يراها

حابس دمعته كرجل يأبى أن تسقط دموعه أمام الآخرين

تعالي يا أمي

انهضي ........... استيقظي

تنظر الأم بحنان تضم ولدها الثاني وقلبها داخل الحجرة الزجاجية

أمي سينبض قلبه الطفولي .......... تبتسم الأم تلك الابتسامة المليئة بالحزن والدمع
تهز رأسها .......... وتسترق النظر إلى عيني زوجها

يأتي إليها كأنها تناديه ............ يجثو على ركبتيه يأخذها من تحت ذراعيها

تنهض الأم ....... يلملم زوجها دموعه ويهرب بنظره إلى الغرفة الزجاجية

الصمت يعم المكان إنها الساعة السادسة صباحاً وصاحب القلب الطفولي

ما زال داخل تلك الحجرة ............. وكأول الليل لم يسترح جسد الأب

وهو ما زال يغدو ........ ويعود
الاحتمال الأول

بعد ساعة أخرى من الزمن ............ تخرج إحدى الممرضات تجتمع عليها العائلة

تنظر إلى الأم ........ الأب .......... شقيقه الأصغر تصمت الممرضة وتذهب

هل توقف نبض الحياة ؟.......... هل انطفأت الشمعة المضيئة ؟

يخرج الجرّاح يهز رأسه بلا.......... لا ........... لم ينجو

الشمس أشرقت وغاب القمر نعم غاب القمر ؟؟؟؟؟؟

الاحتمال الثاني

بعد ساعة أخرى من الزمن ............. تخرج إحدى الممرضات مبتسمة

تنظر إلى الأم ..........الأب ............ شقيقه الأصغر

ما زال قلبه ينبض ............ بفرح حزين تضم الأم يد الممرضة وهي شبه مستلقية

على جسد ابنها الأصغر .......... تمسكها بشدة تقبلها

يخرج الجرّاح يهز رأسه والتعب أرهقه.......... نعم سينبض هذا القلب حتى يشاء الله

يجلس الأب ...... يقف ....... يخرج علبة السجائر يداه المرتجفتان تسقط من يده العلبة

يأتي شقيقه الأصغر يضم والده والآن يبكي الأب ويصدر صوتاً عالياً ويعلو صوته

نعم يا أبي .................. ستعود الفرحة للبيت ............و صاحب القلب الطفولي سيعود

يلتقط علبة السجائر ........... يأخذ منها حاجته يعيدها إلى جيبه

يذهب إلى الأم يضمها تبكي فوق ذراعيه تسقط دموعه على وجنتيها و يبتسم الجميع